الرحيل الى المجهول

رحل كروان دون ان يعرف دربة و مكانه و زمانه
رحل و دموع الفراق تكاد ان تحرق عينيه
ركب سفينة الزمن و رمى كل شيء في قاع البحر
النيران تحرق قلبه و عقلهُ تجمد تماماً في سفينة الموت
يعرف كروان ما معنى الرحيل والغربه
يعرف تماماًما معنى ان يبتعد عن اهله
قريته ومدينة قامشلو التي قضى فيها اجمل ايام شبابه
قريته التي قضى فيها طفولته البدائية البسيطة
ذهابه الى المدرسة في قريتاً مجاورة و رعي الاغنام
تذكركروان كيف كان يركب حماره ويذهب الى صيد القطى و الحجل
تذكر كيف يصيد العصافير ويلعب مع رفاقه
تذكر كل شيء وعيناه تقطر دماً ودمعاً وقلبه الصغير يدق بشكل عجيب
واباه الذي يقف كجبل تكاثرة عليه الثلوج لا يستطيع حمل نفسه
يكاد ان يقع ارضاً لفراق ابنه الاصغر الى الابد
تكلم وهو في الرابعة و السبعين من العمر
وقد انهكته قساوة الحياة وغدر الزمن
تكلم مع اخر دمعه نزلت من عينيه اذهب يا ولدي
ولاكن لا تنسى ان لك ارضاً هنا لا تنسى ان لك قريتاً هنا
تذكر كروان امه وهي جالسه بجانب باب حوشهم الكبير
ونهر دجله وفرات تسير من عينيها الواسعتين
تذكر كل شيء حتى ظن ان رأسه اصبح اكبر من كل شيء
اكبر من البحر اكبر من السفينه
وفي لحظه تمنى كروان ان ينفجر رأسه
لعن كروان حظه السيء الذي يلاحقه في كل مكان دون ان يفارقه
اصبح كروان كالمجنون يضحك احياناً ويبكي احياناً
وفي لحظة كان يقول في نفسه لما الندم
فأنا غريب في وطني
لا اكتب بلغتي و لا أقراء حتى لا استطيع التحدث بلغتي الا في المنزل
لا املك هوية شخصيه لا املك سوى العذاب
لا املك سوى ورقة مكتوب عليها مكتوم القيد و كأنني من كوكب اخر
لا استطيع ان اسجل بيتي بأسمي ولا اي شيء يسجل بأسمه
حتى شهادة كروان لا تقبل في اي دائرة و خارجها ايضاً
كان كروان يقول في نفسه لماذا الآم و قساوة الدنيا كلها تجمعت في كردستان
لماذا الكردي وحده يتعذب و يقتل ويسجن و يتغرب عن بلاده
الى اللقاء مع الجزء الثاني

Admin عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 02/08/2010

آه يا كــروان كم انت معذب

و عذابك مفروض عليك اينما ذهبت ..

Zor Spas

عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 19/10/2010

شكرا كتير أخ آرام عالى هذا الموضوع الجميل
والكتابة الجميلة